أولادنا وأولادهم

سيدنا عمر بن الخطاب قال :

علموا أولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل

======================

زميلة في العمل وجدتها يوما مرهقة جدا فدار بيننا هذا الحوار

أنا : مالك شكلك تعبانة ؟

هي : أنا تعبانة من البيت والشغل ودروس الأولاد

فرديت متعجبة لعلمي بصغر عمر أولادها فالبنت لم تتجاوز الثامنة والولد لم يتعد الخامسة

دروس إيه !!! انتي حتديهم دروس من دلوقت ؟؟؟

هي مبتسمة : لا مش دروس زى ما انت فاهمة دي دروس جمباز وباليه وموسيقى !!!

درس في الشرق ودرس في الغرب وانتي عارفة أد ايه الشوارع زحمة وبأدوخ لما بألاقي ركنة

أنا : وكم مرة بتوديهم

هي : ثلاث مرات للجمباز ومرتين لدرس الموسيقى والباليه

أنا : والولد كمان بتوديه باليه !!!

ضحكت وقالت : لأ بس بأخده معايا اومال حاوديه فين لحد أخته لما تخلص

أنا : بتوديهم دروس سباحة ؟

هي : أه طبعا بس في الصيف بس

أنا : طيب معلش سؤال درس الباليه حيفيد بنتك في ايه ؟

هى : رشاقة وشياكة انا بأوديها مع بنات جارتي لو تشوفي الزحمة هناك مش حتصدقي

أنا : طيب والموسيقى

تضحك : غذاء الروح ,,الله ,,

أنا : طيب وبتديهم الدروس دي كلها ليه ؟

هي : ومدهمش ليه اذا كان الكل بيودوا أولادهم

أنا : أيوه يعني ايه الهدف؟

هي: عشان صحتهم تبقى كويسة وينبسطوا ويتسلوا واطلع الطاقة اللي عندهم دول بيرجعوا مهدودين بيناموا في ثانية وتضحك وتكمل وأنا وراهم

==================================

ولم أجد الاجابة التي كنت أتمنى أن أسمعها وأعتقد أن مثلها الكثيرات

نحن نربي أولادنا من أجل ماذا ؟ ما الهدف ؟

الأولاد مثل المال رزق من الله لا بد أن ينفق فيما يرضي الله وأولادنا يكون اعدادهم فيما يرضي الله وتنشئتهم في طاعة الله واعدادهم للزود عن دين الله ,,عقيدة الجهاد لا بد أن نحييها في أولادنا وأن يكون هذا الاعداد دينيا وبدنيا وعلميا فنحن نتعامل مع أولادنا كدمى نزينها ونجملها ونأكلها ونسليها فالولد يجب أن يربى على الرجولة والمسئوليه وعدم الخوف فنحن نرى أولادا صغارا يربون على الخوف من خيالهم فيرفض مثلا الاقتراب من البحر أو حمام السباحة وكأنه سيقذف الى النار ويفزع اذا رأى حشرة أو حيوانا أليفا والحرص البالغ من الأم والخوف المفرط عليه ينشئه جبانا ً يخاف من مواجهة أى شىء

والاعلام عندنا مسيس فأصبحت حتى الألعاب بالمسدسات عملا عنيفا يدل على الارهاب والاجرام

وعندما كنا صغارا ألعابنا و متعتنا كانت هى محاربة الأعداء بتلك المسدسات الورقية التى كنا نصنعها بأيدينا هذه الروح لا بد أن نعيدها الى أولادنا بعد أن أصبحنا نحتفل بأيام السلام الخانع الذليل أكثر من أيام الانتصار والاستقلال ,, نحن شئنا أم أبينا في حالة حرب مع العدو إلى أن تحررالأراضي المقدسة ,,الصهاينة يتعاملون معنا على أننا سنواجهم يوما ما و من هذا المنطلق فهم يعدون أولادهم ذهنيا وبدنيا وعسكريا أيضا لمحاربة العرب ,,فكيف لا نربي أولادنا على عقيدة الجهاد والقتال وفي نفس الوقت تعليمهم أنها ليست للإعتداء على أحد وأن القوة أساسها ردع واسترداد لحقوق وحماية لدين الله ولأنفسنا وليست للبطش والعدوان لأن الله لا يحب المعتدين يجب ان نتخلى عن عقيدة الاستسلام التي زرعوها فينا وباننا لا نقدر على مواجهة الصهاينة وأعوانهم ,, لا بد أن نتغير

فكيف سنواجه عدوا غاشما اذا كنا نتعلم الجبن ونتشربه من خلال نزع النخوة والشجاعة انتزاعا وتعودينا على حمل أغصان الزيتون فقط وكيف سنواجهم وندافع عن أنفسنا ونحن نبحث على أى واسطة لعدم دخول أبناءنا الجيش أو الانتظار حتى يسقط عنهم التكليف ونقوم بدفع الغرامة !! ونتعامل مع الجندية أنها مضيعة لسنوات من عمر شبابنا بدلا من أن تكون تطوعا ملزما من أنفسنا لأنها السبيل لإعداد القوة اللازمة للزود عن الدين والوطن

مهابة الموت وحب الدنيا ألهتنا عن حقيقة واحدة مؤكده أننا مهما هربنا من الموت فكلنا ميتون

فاذا كان من الموت بد فمن العار أن تموت جبان